2011-04-25

وهل تبصر العين الأخرى؟!

اطلعت على مقالة زميلي وصديقي علي الظفيري بعنوان «عين واحدة لا ترى!» في «العرب» أمس، والتي استهلها بالتطرق لثورة سوريا على عجالة ثم عرج على الشأن البحريني باستفاضة.
أحترم رأي أخي الظفيري حول المسألة البحرينية، ولا أتفق معه حول كثير مما أتى فيها، لأنني أيضاً أراه يعالج الأمر بعين واحدة للشأن البحريني في كثير من المواقع، وأؤمن أن مجرد التشبيه بين البحرين وسوريا فيه إجحاف بين نظام شمولي يصف -البعض- مواقفه بالممانعة، ولا أدري أهي ممانعة لمخططات الصهاينة؟ أم ممانعة تحول دون تحرير الجولان؟ ولكن في جميع الأحوال هذه الممانعة لا تتورع عن تحطيم الأرقام القياسية في سفك الدماء السورية على تراب سوريا، وبين النظام في البحرين الذي يحتاج إلى إصلاحات كما تحتاجه بقية دول الخليج العربي، ولكن وضع أنظمة الخليج في سلة واحدة مع أنظمة سوريا أو ليبيا فيه إخلال واضح.
سبق وأن ذكرت في مقالتي السابقة أن التصعيد الطائفي الذي يحدث في البحرين الآن لن يكون مفيداً على المدى القريب أو البعيد، وسيزيد من انقسام المجتمع، وفي الآن ذاته تغييب الخط الإيراني الصريح الذي يمثله الأستاذ حسن مشيمع ومن وقف خلفه من الجمعيات عندما أعلن قيام الجمهورية البحرين -معتقداً أنه حسن نصر الله البحرين- وإسقاطه من المعالجة ما هو من وجهة نظري إلا معالجة -بعين واحدة-، ومسألة أن ذلك يدفع كل الشيعة إلى إيران ليس صحيحاً بالمطلق، وفيه ظلم لعروبتهم، لأنه يصور الأمر على غير حقيقته، وكأنه لا وجود أصلاً لإيران في الدوار، قد يؤدي هذا إلى دفع بعض من لا يفهمون الجغرافيا السياسية للتواصل مع إيران ومهما حدث لن يبرر منصف هذا الأمر، لأن مصلحة الوطن ووحدة أراضيه تفوق الاعتبارات الشخصية.
ثمة أسئلة يجب ألا تغيب هنا، ألم يصرح الأستاذ مشيمع في جريدة الأخبار اللبنانية في طريقه إلى البحرين من لبنان بأن تدخل الجيش السعودي في الشأن البحريني سيشرعن له ومن معه استدعاء الجيش الإيراني؟ وعليه لماذا صرح بهذا إن لم تكن هناك له خطوط ساخنة مع إيران في الأصل؟!
ألم يغادر رئيس مجلس الوزراء القطري الدوحة إلى المنامة والتقى بالحكومة البحرينية وصرح في المنامة بالتالي: «الإخوان في الدوار عزيزون علينا، وندعوهم للذهاب إلى الحوار مع ولي عهد البحرين»؟ هل أعلن قادة الدوار موقفاً إيجابيا وقبولاً لهذه الدعوة إن كانوا فعلاً دعاة إصلاح ليجعلوا الكرة في ملعب الحكومة؟ هل استنكر الشيخ علي سلمان، أو حتى الشيخ عيسى قاسم تصريحات مشيمع المتماهية مع التطلعات الإيرانية ودعموا الدعوة القطرية؟ ولماذا لم يدينوا ويوقفوا رفع شعارات الموت والدماء؟ لماذا أتى رفض الشيخ علي سلمان للتصريحات الإيرانية بعد دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين وليس قبلها؟ وفي حين أنني ما زلت أبحث عن جواب لهذه الأسئلة، قد أتفهم شعارات «يسقط حمد» في البحرين بعد سقوط قتلى كردة فعل مؤقتة، ولكن لا يقبل أي منصف شعارات التصفية العرقية «الموت لآل خليفة» وهي أسرة مكونة من 4000 مواطن، لأن هذه تصفية عرقية ناهيك عن أنها شعارات حرب طائفية تدينها الشرائع السماوية ومواثيق حقوق الإنسان والقانون الدولي العام، تصفية آل خليفة وشعارات الموت واللعن إرهاصات حرب أهلية واضحة لو نجح المخطط، ولا يغيب عنا وصف آل خليفة بمحتلي البحرين منذ 200 سنة!
لماذا لم يستطع الإخوة الشيعة في البحرين حشد الشارع السني معهم وليس البعض كما نجح المسلمون في حشد أقباط مصر؟
إن تصوير المشهد على أنه إجماع بحريني وطني ينفيه الواقع أمام مسجد الفاتح الذي لم يغب عن ذهنه المشهد العراقي والقتل على الهوية، وما الذي يضمن لمن كانوا في الفاتح من السنة والشيعة عدم تكرار المسلسل العراقي في البحرين؟!
هل يعتقد عاقل أن تصريحاً أو شعاراً يكفي لمنع تكرار المآسي؟ هل منعت مثل هذه التصريحات الحرب الطائفية في العراق المحتل التي دعمتها وغذتها إيران وغضت الطرف عنها جيوش الاحتلال الأميركي بسبب تقاطع المصالح؟!
لقد نشرت الجزيرة.نت الإنجليزية في 28 مارس الماضي مقالة لبرفسور التاريخ الأميركي في جامعة كاليفورنيا «Mark LeVine» يدعم فيها المتواجدين في الدوار، ونقل على لسان المدافع الأشهر الذي يدعي أنه مدافع عن حقوق الإنسان الأستاذ نبيل رجب التالي: «أميركا ليست قضيتنا، وجودكم ليس قضيتنا. والمعارضة أعلنت عن دعمها للاتفاقيات القائمة. لا أحد لديه مشكلة مع الولايات المتحدة الأميركية في البحرين، ولكن بشرط ألا تستخدم القواعد الأميركية لمحاربة العراق أو لبنان أو إيران. لا أحد هنا يقبل قتل الناس في البلدان المجاورة للبحرين».
هل رأيت يا صديقي علي كيف يتحدث حتى من يصفون أنفسهم بالمدافعين عن حقوق الإنسان في البحرين بطائفية، وهل رأيت كيف يختلط الزعم بالدفاع عن حقوق الإنسان بالنشاط السياسي؟!
وهل وصف السنة بالبلطجية والمجنسين يتسق مع مواثيق حقوق الإنسان أو الخط الوطني؟! إنني أؤمن أن الطائفية لا تلد ديمقراطية، والعراق المخترق إيرانياً دليل واضح على صحة ما نرى، الأخطاء موجودة في دول الخليج وتحتاج إلى إصلاح ولكن من غير ابتسار لتاريخ البحرين بعد 1979 ومحاولة الانقلاب الفاشلة هناك.
ولا يمكن أن نقول إن الأطماع الإيرانية في البحرين ودعمها لما يحدث هناك هراء، سيما وأن التصريحات الرسمية تصرخ: «البحرين جزء من إيران وشعبها يريد العودة». أخيراً وليس آخراً نعم للمواطنة والتعايش والعدالة ولا للطائفية التي تتدثر بالديمقراطية وحقوق الإنسان في الخليج العربي، وأرجو ألا يؤثر ما تتعرض له تطلعاتنا لترسيخ المواطنة والمشاركة على بصيرتنا، ويجب أن نبتعد عن استخدام لفظة «المظلومية» في خطابنا.
لسنا داعمين للخطط الأميركية في المنطقة التي تبحث عن مصالحها، وفي الآن ذاته لن ننبطح لإيران التي تستخدم أوراقها لمصالحها في المنطقة لأن لدينا خياراتنا وتطلعاتنا الوطنية التي نطمح لتحقيقها.
والله من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل.

المصدر العرب، الإثنين 25-4-2011

2011-04-15

GCC and the next ambitious

‘We want to be partners, not followers’

The role of GCC has not been clear for many decades since its inception on the regional and Arab front as it is now. We respect and applaud its leaders for their explicit role to impose no-fly
zone on Libya for the protection of its armless Libyan people. We also applaud the clear and effective role of GCC in our strategic depth in Arab Island when it came out with a strong demand from Ali Abdullah Saleh to step down from power.


Honestly as a dream, I did not expect that the role of GCC will be clear and so strong.

Almost all the regional newspapers including American papers exposed the unfortunate events of Bahrain and security breach, which Kuwait underwent recently before Bahrain. It has to realize now its real and influential role at both the levels Gulf, and the Arabian Peninsula or in the depth of the Arab and Egypt in particular.

The entry of Peninsula Shield Forces turned the table on the Americans and other countries that aspired to have a role of a policeman in the region, which no one expected. The difference
between the governments of the GCC countries is natural and it occurs among all countries, but most the beautiful part is that these differences exceeded in the matters related to the strategic
red lines about which the difference is not possible to happen.

With regard to the legitimacy and legality of the access of the Peninsula Shield Forces and Gulf opinions that challenge its legitimacy and see that this is a derogation of the sovereignty of
Bahrain, I believe that their entry and their presence is normal and they have more legitimacy than the presence of the US Fifth Fleet in Bahrain and any military presence of the allied countries in the region. In all cases, no one could yet prove that the intervention of these forces is limited in number with regard to the Bahraini internal affairs. I see that the intervention of these forces is a clear political message to all the countries that the security of Bahrain and the strategic region is a red line and not a back garden for playing for any external forces.

This does not mean that we are escalating a sectarian tension in Bahrain, which will have serious repercussions in future on the security of Bahrain and the region, but the law must be applied
to those who sold themselves and their home countries to the forces which sought over the centuries to control Bahrain to reach what follows, using the sectarian arm to achieve their
ambitions.

The US government and other such countries are eyeing for their interests in this region and this is logical and understandable, but the GCC’s relationship must not turn from the relation of alliance with the Americans to the relationship of a follower. We want to be partners not followers of anyone.

We hope that the recent stands of the GCC in the Arabian Gulf will not just be a reaction that is diminishing with the passage of time. The GCC in order to achieve its goals must direct itself in
the east to China and other countries to create a kind of strategic balance and build a political and military power to protect the region from foreign greed and this cannot be achieved
without reforms within GCC countries and expansion of public participation in decision-making centers and the establishment of some national strategic centers. We should not rely on the centers of Western think-tank, as they think for the benefit of their home countries before everything and work to dilute and breakthrough the minds of people in the region to achieve their
national interests.

The Gulf and the depth Egyptian Arabism will be a formidable force in the future if we supported the democracy there.
In order to be strong outside we must be strong from the within through faith in the minds of people of the country who wants reform and not the overthrow of the systems. The attention of
the people of Kuwait to the House of Al Sabah after the Iraqi invasion is the best proof of the people in the Gulf who want to renovate the systems and not to topple them, so open the doors to hear the voice of your fellow citizens.

"Allah" know best the intention behind one’s deeds

Published in The Peninsula
13, April, 2011

2011-04-12

مجلس التعاون والطموح القادم!


لم يكن دور مجلس التعاون للخليج العربي واضحا منذ عقود مرت على تأسيسه على الساحة الإقليمية والعربية كما هو الآن، نقف احتراما ونحيي قادته على دورهم الواضح في فرض الحظر الجوي على ليبيا لحماية الشعب الليبي الأعزل، كما نحيي دور المجلس الواضح والمؤثر في عمقنا الاستراتيجي في جزيرة العرب، عندما خرجت المبادرة القوية التي تطلب من علي عبد الله صالح التنحي عن السلطة.

صدقاً كأنني أحلم، لم أتوقع أن يكون دور مجلس التعاون واضحا وصريحا وبهذه القوة والفاعلية.

من الواضح لأي مراقب أن مجلس التعاون انكشفت له كل الأوراق دول الإقليم والأميركية، بعد أحداث البحرين المؤسفة، والاختراق الأمني الذي تعرضت له الكويت مؤخراً، وقبلها البحرين، وعليه أن يعي الآن دوره الحقيقي والمؤثر، سواء على مستوى الخليج وجزيرة العرب، أو في العمق العربي، ومصر خصوصاً.

لقد قلب دخول قوات درع الجزيرة الطاولة على الأميركان والدول التي تطمح في أن يكون لها دور شرطي المنطقة، وهذا ما لم يتوقعه أحد، الاختلاف بين حكومات مجلس التعاون للخليج العربي أمر طبيعي ويحدث بين كل الدول، ولكن الأجمل هو تجاوز هذه الخلافات عندما تتعلق الأمور بالخطوط الاستراتيجية الحمراء التي لا يمكن الاختلاف حولها.

أما بالنسبة لمدى شرعية وقانونية دخول قوات درع الجزيرة، والآراء الخليجية التي تطعن في شرعيته، والتي ترى أن في هذا انتقاصا لسيادة البحرين الشقيقة، فإنني أرى أن دخولهم وتواجدهم أمر طبيعي، وهو أكثر شرعية من تواجد الأسطول الخامس الأميركي في البحرين، ومن أي تواجد عسكري لدول حليفة في المنطقة، وفي جميع الأحوال لم يستطع أحد حتى الآن أن يثبت تدخل هذه القوات -محدودة العدد- في الشأن البحريني الداخلي، ولا أرى دخول هذه القوات إلا رسالة سياسية واضحة توضح لكل الدول أن أمن البحرين والمنطقة الاستراتيجي خط أحمر، وليس حديقة خلفية لتعبث بها أية قوى خارجية بأصابع داخلية أعلنت تحالفها بكل صراحة مع دول خارجية.

وهذا لا يعني أن نصعد الاحتقان الطائفي في البحرين الذي ستكون له تداعيات خطيرة في المستقبل على أمن البحرين والمنطقة، ولكن يجب أن يطبق القانون على من باعوا أنفسهم وأوطانهم لقوى طمحت عبر قرون في السيطرة على البحرين، لتصل إلى ما بعدها، مستخدمة الذراع الطائفي لتحقيق مطامعها التي صرحت بها ولم تخفها.

الحكومة الأميركية وغيرها من حكومات الدول تبحث عن مصالحها في هذه المنطقة، وهذا منطقي ومفهوم، ولكن يجب ألا تتحول علاقة مجلس التعاون من علاقة تحالف مع الأميركان إلى علاقة تابع، نريد أن نكون شركاء لا تبعا لأحد.

نتمنى ألا تكون مواقف مجلس التعاون بالخليج العربي الأخيرة مجرد ردة فعل تتضاءل بمرور الوقت، ولكي يتحقق هذا يجب أن يتجه المجلس شرقاً إلى الصين وغيرها من الدول، لخلق نوع من التوازن الاستراتيجي، وبناء قوة سياسية وعسكرية تحمي المنطقة من الأطماع الخارجية، وهذا لا يتأتى دون الإصلاح في الداخل، وتوسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار، وإنشاء مراكز وطنية استراتيجية لا تدجنها الحكومات ولتأخذ منها ما تريد ولتتجاهل ما لا يروق لها، كما يجب ألا نعتمد على مراكز التفكير الغربية
- Think Tank -
لأنها تفكر لمصلحة أوطانها قبل كل شيء، وتعمل على اختراق وتمييع عقول أبناء المنطقة وأدلجتها لتحقيق مصالح أوطانها.

الخليج والعمق العروبي المصري سيكون قوة هائلة في المستقبل إذا ما دعمنا الديمقراطية هناك، ولأن هذا قدرنا مع مصر وقدرها.

في الختام لكي تكون قوياً في الخارج لا بد أن تكون قويا من الداخل، وذلك من خلال ثقتك بعقول أهل الوطن التي لا تبغي إلا الإصلاح لا إسقاط الأنظمة، والتفاف أهل الكويت حول آل صباح بعد الغزو العراقي خير دليل على أن الشعوب في الخليج تريد إصلاح الأنظمة لا إسقاطها، فافتحوا الأبواب لسماع صوت مواطنيكم.

والله من وراء القصد؛؛؛

عبدالله بن حمد العذبة
alathbi@gmail.com

المصدر جريدة العرب الثلاثاء الموافق 12-4-2010

http://www.alarab.com.qa/details.php...=1213&secId=16