2012-01-30

رقصٌ مع شيطان الرقابة!



القمع يصل إلى "تويتر"

في 28 أكتوبر من عام 1886 أرسلت جمهورية -النور- فرنسا تمثال الحرية إلى أميركا، ليقبع في ولاية نيويورك عاصمة الحرية والرأسمالية كهدية، بمناسبة الذكري المئوية للثورة الأميركية... ولكن يبدو أن تمثال الحرية الفرنسي في أميركا الديمقراطية صدئ ولم يعد يعني للعم سام الكثير، وهاهي قيم الليبرالية الغربية تنخرها دابة الأرض، كما نخرت منسأة نبي الله سليمان عليه السلام -مع الفرق الكبير في التشبيه-.


نعم..... لم يعد للحرية الغربية والليبرالية -التي يحدثنا عن حسناتها د. تركي الحمد من السعودية، والتي يثني عليها ليل نهار- أية قيمة اليوم بعد ربيع ثورات العرب، التي أربكت الغرب والشرق والدكتاتوريين العرب، وكأن مشروع قانون فرض الرقابة على ما يمكن نشره في «تويتر» على الأقل ينقض بنية التخلف وتفكيكها التي باتت متلازمة لعضو مجلس الشورى السعودي إبراهيم البليهي التي يعاني منها العرب لا الغرب حسب زعمه، لأن الجهل كل الجهل في عقول الديكتاتوريين العرب الذين يرسخونه بكل ما أوتوا من قوة، وعلى البليهي التعلم من محمد البوعزيزي صاحب عربة الخضار في سيدي أبو زيد بتونس الخضراء، بدلا من التجني على هذه الأمة العظيمة.

وهاهو الكونغرس الأميركي يرقص عاريا مع شيطان الرقابة الذي اتخذ شكلاً عالمياً الآن... ولم يعد مقص الرقيب محلياً، كما كان في السابق... فهل نجح في تصديره إلى أميركا راعية الحرية والديمقراطية؟!


أبعد أن صدرنا العلم والحرية إلى الغرب بشكل مباشر أو غير مباشر، وبعد أن طالبنا بتعريب «تويتر» قام «تويتر» بتعريب سياساته، كما يقول أحمد بن سعيد الكواري في «تويتر»؟

.

الأمير الوليد بن طلال



قرر «تويتر» أن يمارس نوعاً من الرقابة السابقة واللاحقة على ما يكتب في «تويتر»، وأرجو ألا يكون لمستثمر خليجي من بعيد أو قريب علاقة بالأمر، بعد أن اشترى حصة في الأخير، في خضم الربيع العربي، سيما وأن الشراكة مع مردوخ تهدف إلى إدخال النور إلى الوطن العربي، فهل تم إطفاء الكهرباء لنعرف قيمة النور؟ ربما....


هل سيُخرسون التغريد خارج السرب؟!



تقول إدارة «تويتر» يا سادة إنها ستطبق سياسة حجب التغريدات من الوصول لمستخدمين في دولة معينة عندما تقوم السلطات المختصة في ذلك البلد بمخاطبة «تويتر»، بحجة أن هذا مخالف للقوانين المحلية في الدولة التي ستشتكي حكومتها، والتي تريد إسكات الانتقاد وحرية التعبير، وأن النقد محرم، وهذا مناقض لالتزامات ومواثيق حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في تلك الدول التي وقعت عليها، بل قد يُقدِم «تويتر» -شجاعة- على إيقاف حسابات المستخدمين، وأخشى ما أخشاه أن تكون هناك قائمة كبيرة من أسماء المستخدمين تزمع الحكومات البوليسية إرسالها إلى «تويتر»، معللة بذلك أنها تخالف القوانين المحلية -في ظل اضمحلالها أمام القانون الدولي العام-.
فهل ستكون أولى تلك الدول إيران وسوريا أو المجلس العسكري في مصر الحرة، وغيرها من الأنظمة العربية القمعية التي بات سقوطها قاب قوسين أو أدنى؟


إن علاج مشاكل وأمراض الحرية هو داؤها ودواؤها بإعطاء المزيد من الحرية....




لقد قاطع عدد كبير من المستخدمين «تويتر» يوم السبت الماضي، ووضعوا في ملفاتهم صورة سوداء تعبر عن احتجاجهم لتسرب ظلام الجهل المركب إلى «تويتر» الأميركي.... وتراجع عدد التغريدات بنسبة %30، رغم عدم علم شريحة كبيرة من مستخدميه بأسباب المقاطعة أو وقتها، كما رصدت صحيفة «العرب» في عددها الصادر أمس هذا التراجع، ونوهت عنه في صفحتها الأولى.


صدقاً... هناك مشكلة حقيقية تحد من حرية التعبير في أميركا والغرب يرفضها الشعب هناك، ولهذا يعمل أعضاء من الحزب الديمقراطي في الكونغرس على إدخال تعديلات على مشروع قانون الرقابة على الإنترنت، بعد أن خرجت المظاهرات في أميركا تحتج عليه، فمن سينتصر الإنسان أم المال؟! ولماذا اعتقد البعض أن أمر حجب الرأي في «تويتر» وغيره غير صحيح مع إقرار أعضاء الكونغرس بوجود المشكلة؟!


نحترم من لم يشارك في مقاطعة «تويتر» يوم السبت الماضي الموافق 28 
يناير وهذا من حقهم، ولكن من يقف ضد مبدأ المقاطعة ويقلل من أهميتها أو قيمة المقاطعين لا يريد أن تترسخ ثقافة الاحتجاج السلمي في الأمة ولو لمدة 24 ساعة، ومن الغريب أن توصف المقاطعة بأن لها أجندة خارجية، لأن «تويتر» شركة خارجية، وتحمل جنسية ماما أميركا!.


إن احترام الملكية الفكرية والقوانين لا يعني قتل وقمع حرية التعبير بحجج واهية؛ لأن الحرية حق إلهي وليست ابتداعاً أميركياً أو غربياً، ثم إن سياسات الحجب لم تعد تعمل....
بل باتت خير مروج لما يتم منعه وتسهم في ازدياد كرة الثلج، فهل من معتبر؟!





صنم حرية أميركا - "فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ"



ثمة أمر آخر.. ما زالت أجندة احتلال «وول ستريت» في أميركا قائمة وفي غيرها، لعل صنم الحرية في نيويورك يجيب... ولو بعد حين، أم أن «تويتر» تحول من دعم حرية التعبير والثورات إلى مرحلة جني الأرباح والهبات؟!
والله من وراء القصد؛؛؛



المصدر العرب الإثنين الموافق 30-1-2012

قطر العروبة وجامعتها!


هل كان الخبر مفاجئاً حقاً؟

من يقرأ بدقة توجهات الحكومة، لا يستغرب تصحيح مسار جامعة قطر الذي انحرف عن جادة الصواب، إذ قال سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد -حفظه الله- عند الفوز باستضافة مونديال 2022، ورغم أنها بطولة عالمية تعقد لأول مرة في دولة عربية: «قطر جزء صغير من أمة عربية عظيمة».
إن هذا الخطاب يعكس بوضوح أن قرار المجلس الأعلى للتعليم بعودة اللغة العربية للتكريم والصدارة في جامعة قطر ما هو إلا إحدى الترجمات الفعلية لذلك الخطاب، ويستحق منا هذا القرار الثناء والدعم، كما أنه يشعرني ويشعر كل مواطن قطري بالفخر!.


أعلم أن خبر إلغاء نظام التأسيسي في جامعة قطر واحترام اللغة العربية نزل كالصاعقة على من يريد تهميش لغتنا التي نص الدستور على أنها لغتنا الرسمية.
لقد كان القرار صفعة مدوية لمن كان يعتقد أنه يحسن صنعاً ويصر على تجاهل صوت طلبة الجامعة في حملتهم على تويتر «QuFail#».


إن احترام لغتنا هو احترام لهويتنا العربية، وتمسك بديننا الإسلامي الرائع، الذي جعله الله لأمة وسط، ولكي لا نتحول إلى ما يشبه المسخ، كما يعلم العارفون أن أسهل طريقة لاستعمار دولة هي تحطيم ثقافتها عن طريق تهميش لغتها الحاضنة لهويتها.


ومن ردود الأفعال التي رصدتها لهذا القرار الرائع ما قاله المفكر القطري د. محمد بن حامد الأحمري في تويتر: «العربية لغة جامعة قطر يتصدر صحف قطر، وهو قرار ضروري، وليكن الشعار دائماً في العالم العربي: تعلم العربية أولاً ثم ما شئت بعدها»، كما يقول: «هناك إنجليزية صينية، من يجيد الإنجليزية قد يعاني في فهمها، كما يعاني آخرون مع الإنجليزية الهندية في الهند والخليج، والإنجليزية الإفريقية في مصر»، ثم يذكر د. الأحمري نظرة الآخرين إلى من ينسلخون من لغتهم قائلاً: «كان أحد المستعمرين الفرنسيين يقول عن العرب المتفرنسين: «إنهم أميون يبربرون بلغتين» لا تبربر بلغتين تعلم لغتك وقد تبربر بأخرى».


كما أن هناك تعليقات كثيرة من مفكرين وأكاديميين على هذا القرار تشيد به داخل قطر وفي الخليج العربي، وهذا يعكس مدى ترحيب الأمة وفرحها بالعودة لهويتها.


وفي اليابان على سبيل المثال لا الحصر ستجد أن التعليم بلغتهم الأم، كما أن المنافسة شرسة لدخول جامعاتها الوطنية، ومن لا يجدون فرصة لدخولها يُبتعثون إلى أميركا وأوروبا.


لقد خسرنا أيها الكرام الكثير من الطاقات الشابة المبدعة، والتي لم تستطع فهم سبب فرض اللغة الإنجليزية كلغة تعليم في جامعة قطر، وحان الآن وقت استيعابها في جامعتنا الوطنية مرة أخرى، ليشعروا بأن دولتهم لا تتجاهلهم.
ثمة رأي وجيه آخر يعتقد بأن خريجي جامعة قطر غير المجيدين للغة الإنجليزية «الأجنبية» سيواجهون صعوبات في التحاقهم بسوق العمل، وأعتقد أن صانع السوق يستطيع أن «يفرنجه»، كما يستطيع أن يجعله يحترم هوية هذه الأمة، وأعتقد أن هذه المعالجة ضرورية واستراتيجية مع استثناء بعض التخصصات الفنية، لأننا نريد أن نحافظ على ما تبقى من هويتنا العربية والإسلامية، كما نطمح إلى قرارات تصحيحية أخرى.


إن دولة قطر ليست دولة بلا هوية، بل وتدار على أسس واضحة، في حين أن إمارة دبي اختارت أن تكون بلا هوية، ويشعر الفتى العربي فيها بأنه غريب الوجه واليد واللسان، فهي تعاني من تراكم الشحوم التي سببت لها ترهلاً في الهوية والثقافة يصعب علاجه، ولكن هذا لا يعني أنه يستحيل فعل ذلك.
أيها الكرام، أعترف أنني متطرف في احترام لغتي وديني، ولست ضد تعلم لغات أخرى أو وجود جامعات أجنبية في قطر، وفي الآن ذاته أرفض أن تكون لغة التعليم في جامعتنا الوطنية الوحيدة أجنبية، وأعتقد أن جامعة قطر يجب أن تحظى بدعم حقيقي مادي ومعنوي يجعلها منارة علمية تفتخر بها الدولة وبمخرجاتها؛ لأن خريج جامعة ييل الأميركية المتميزة، وإن كان قطرياً، ستفتخر به الأخيرة وستمنّ علينا بأنه من خريجيها.


وكم كان رائعاً تشريف سمو الأمير -حفظه الله- حفل تخريج جامعتنا الوطنية الأخير، وكم نشعر بالفخر لقرار المجلس الأعلى للتعليم الذي يعيد جامعة قطر لمسارها الصحيح، ولا لتغريب لغة تعليمنا، كما أننا لا نحتاج إلى تكليف جهات أجنبية لتقييمنا، أو إخبارنا بما يجب فعله، لأننا أعلم بأنفسنا، وكما يقول صديقي عبد العزيز آل محمود: «المبدعون بيننا، ولكن إبداعاتهم يقتلها اليأس، والفساد، وسوء الإدارة، ولو وجدنا حلولاً لها، لوجدناهم هناك في المقدمة».
أيها السيدات والسادة إنني ألاحظ أن صانع القرار يسمعنا ويستجيب بحكمة، فشكراً له!.

والله من وراء القصد؛؛؛




المصدر العرب الأحد الموافق 29-1-2012
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1507&artid=170174

2012-01-23

أضحيت مع ضاحي محتاراً!

ضاحي خلفان يلقي كلمته التي قيل أنها مسربة


ستجد في يوتيوب فيلماً.. قيل إنه مسرب لمؤتمر الأمن الخليجي في البحرين.. ويظهر فيه ضاحي خلفان يلبس البشت متخلياً عن لبس الشرطة المعهود، أي إنه ليس وزير دفاع الإمارات الشقيقة أو رئيس الأركان فيها ولا أحد مفكري الخليج المختصين في الأمن الخارجي، ليحدثنا عن المنطقة والذي عقد في البحرين.. نعم يا سادة لم يكن المؤتمر عن الشرطة الخليجية الموحدة أو متعلقاً بأمن دبي الداخلي التي قُتل فيها المبحوح رحمه الله، ومات فيها معارض إيراني في ظروف غامضة، وقيل إن المعارض الإيراني انتحر وإنه مختل عقلياً، وأنا هنا أربأ بدبي أن تكون مقراً للمختلين عقلياً! في حين أن هناك من يقول إنه مات ووجدت في جثته عدة رصاصات وهذا لا يتسق مع قصة الانتحار.





افتتح خلفان كلمته بذكر الله فتذكرت خطب الجمعة على المنابر.. ثم أقر بأنه ليس دبلوماسياً، ولكنه رجل أمن ولم يحدد ما هو نطاقه الأمني الذي يعنيه، وبالطبع السيد خلفان لا يقصد أنه رجل حروب يزن الأمور كما يفعل الاستراتيجيون، وأخذ يحدثنا عن سياسة أميركا في المنطقة وأنه ليس لها أصدقاء في المنطقة، وهو في ذلك محق، فسياسة أميركا تقوم على أساس التعامل مع أنظمة لا أفراد بعيداً عن «حب الخشوم» وتبحث عن مصالحها، نعم فقط مصالحها، كما لا تتعامل حكومات العالم الآن مع بوش الصغير بعد أن ترك الرئاسة والذي لم يسافر إلى سويسرا لأن هناك أمراً قضائياً لتقديمه للعدالة، ولأن العلاقات الدولية ليست صداقات شخصية كما هو معروف.


كان خلفان يحدثنا بنبرة العليم بما لم يحط به أحد خبراً، وأن أميركا تصدر الديمقراطية على الطريقة الخمينية إلى العالم العربي لقلب الأنظمة، فبدأت في تونس ثم صدرت إلى مصر ثم ليبيا ثم اليمن والآن سوريا، ويسأل من سيكون القادم؟


وهنا أستغرب مثل هذا الطرح من خلفان، لأن طرحه يتسق تماماً مع ما تردده وسائل إعلام نظام إيران حول ثورة سوريا والتي لدول الخليج العربي منها موقف معروف يدعمها، وكلنا نذكر ما أعلنه صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر عن حق شعب سوريا في تقرير مصيره من قلب طهران، فكيف أفرق بين طرح خامنئي وطرح خلفان هنا بالله عليكم؟!


ثمة أمر آخر، هل يقصد خلفان أن الإمارات وقطر كانتا جزءاً من تصدير المخطط الأميركي إلى ليبيا ضد قائد الشعوب المقبور معمر القذافي، بعد أن تصدى مجلس التعاون لاستصدار قرار يفرض الحظر الجوي لحماية شعب ليبيا وأقرته الجامعة العربية لاحقاً؟ سأترك الجواب هنا للعقلاء سواء اتفقوا معي أو اختلفوا.


ثم ينطلق السيد خلفان إلى مسألة أن أميركا لا تبحث عن دعم حقوق الإنسان وإلا لدعمت حقوق الفلسطينيين في نيل حقهم في إقامة دولتهم، وهذا بالضبط ما يكرره حزب الله في لبنان ونظام سوريا ونظام ملالي إيران في الملف السوري، وأنه يجب ألا يعيش الإنسان بكرامة قبل تحرير فلسطين، وأن على الشعوب العربية الانتظار.


نعود لما قاله محدثنا فتجد أن الكاميرا تنتقل فجأة إلى شاشة العرض وكأنها كاميرا في أحد الهواتف الذكية -ولا أدري ما سر تسميتها بالذكية وهل هذا اعتراف بأن الهواتف في السابق كانت غبية؟- التي تعرف ما سيُقال قبل أن ينبس محدثنا ببنت شفة لعرض النقطة الرابعة فيقول: هناك دولة خليجية تغرد خارج السرب.. بحثت عنها فلم أجدها على شاشة العرض، لأن البوربوينت –الأميركي- المهدد للمنطقة يظهر أشكالاً لطيور تطير فرادى أصلاً..

أقصد أن من أعد العرض فشل في وضعها تحلق على شكل ٧ يدل على وحدتها ثم يخالفها أحد الطيور..
فهل تعتقدون أنه -خلفان- سيعاقب من أعد هذا العرض المتناقض مع فكرته التي أراد إيصالها للمتلقين الذين صفقوا موافقين؟ أتمنى ألا يفعل!

ضاحي خلفان على الجزيرة معلنا استعداده للتعاون مع إسرائيل



ثم يتحدث خلفان عن مواقف المنظومة الخليجية من إيران وأن دول الخليج العربي ليس لها موقف واحد وحازم تجاه إيران بل وحتى مع العدو الصهيوني، وأن العلة في المجلس وعدم وجود سياسة واحدة، وأن هذه الدولة التي تغرد خارج السرب تهدد دول الخليج من الداخل، وبالطبع هو لا يقصد التغريد في تويتر الذي أسقط الصور النمطية التي رسمها الإعلام القديم لبعض الرموز -السوبرمان-، ولكنه في الآن ذاته لم يحدثنا عن المكان الذي يوجد فيه أكبر استثمار إيراني في الخليج قد يستغله النظام الإيراني لخرق العقوبات الدولية المفروضة عليه، وأرجو ألا تكون دبي، سيما وأن جزرنا الخليجية العربية الثلات ما زالت محتلة من نظام إيران، ولم يخبر خلفان الحضور عن خروجه على قناة الجزيرة -الإخوانجية- مصرحاً بأنه مستعد للاتصال بتل أبيب وإخبارهم في حال وجود قنبلة تهددهم على خلفية مقتل المبحوح رحمه الله، فسبحان الله!

لدي هنا أسئلة على عجالة.. لماذا لم يُضمّن السيد خلفان احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث إحدى المهددات لأمن الخليج العربي كنقطة إلى جانب الـ 38 التي ذكرها؟! أم إنه ما زال باقياً على رأيه حول إيران في 2010، وهي جارة مسلمة واستقرارها مهم للمنطقة؟!
لحظة.. بقي لدي سؤال أخير: يقول السيد خلفان إن شعوب الخليج لا تقبل أن يبقى رئيس الوزراء أو من هو أعلى منه مدى الحياة في منصبه، فهل يستثني نفسه من هذا الأمر؟ لأنه يقول في تويتر إنه لن يتقاعد إلا مع سمو حاكم دبي.


كما أنه يقول في محاضرته في البحرين إن من يقتل نفساً واحدة كمن يقتل أكثر من ذلك، مقارناً بين ثورة مصر وأحداث لندن، فهل يساوي السيد خلفان بين قتلى أحداث البحرين ومن قتل في ثورة سوريا أيضاً؟!


أخيراً وليس آخراً، بصفتي مواطنا خليجيا أولاً وعضواً في المكتب التنفيذي لوحدة الخليج العربي والجزيرة العربية -أمثل نفسي ولا أتحدث باسم المكتب التنفيذي- أتمنى ألا يسهم ما قاله السيد خلفان في التشويش من حيث يدري أو لا يدري على التوجه للاتحاد الخليجي، لأننا نعول على الوحدة وخطاب قادة الخليج العربي في هذا الاتجاه بعيداً عن المهاترات الجانبية واصطناع بطولات وهمية، كما أستغرب أن السيد خلفان يمارس الوصاية على شعب اليمن ويقول إن ثورتهم كانت على خطأ، متناسياً أن رجال علي عبدالله صالح حاصروا سفارة الإمارات، وهي إحدى سفارات مجلس التعاون التي لا نقبل أن ُتمس عندما كان أمين مجلس التعاون فيها، وأنهم -اليمنيون- بحسب خلفان يجب أن يثوروا على القات أولاً، متجاهلاً ذكر من يدير تجارة القات هناك ويصنع الدولارات من دماء الفقراء.


والله من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل؛؛؛



المصدر العرب الإثنين الموافق 23-1-2012
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1500&artid=169255