2012-04-25

هل هم قطريون؟!

إن القرار الأميري المهم الذي أصدره سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد -حفظه الله- بزيادة الرواتب للمواطنين يعكس اهتمام وحرص سموه على توفير متطلبات الحياة الأساسية للأسرة القطرية، لقد كان القرار يعكس حقيقة مهمة وهي استقراء حاجة القطري، وأنه محور التنمية الأهم، وما زالت أصداء هذا القرار الإيجابية تتردد في المجتمع القطري والخليجي -ولله الحمد.

لقد كان القرار واضحا وصريحا للارتقاء بالموظف القطري ليؤدي عمله وهو لا يعاني هموما مادية ونفسية في ظل التضخم الذي شهدته الدولة، الذي هو انعكاس طبيعي لمشاريع التنمية الضخمة.


ولكن ما قد يغيب عن البعض هو أن أبناء وبنات قطر العاملين في المؤسسات التابعة للمجلس الأعلى للأسرة لم تشملهم زيادة الراتب الأساسي والعلاوة الاجتماعية بنسبة %60 التي أقرها سمو ولي العهد.


المشكلة الحقيقية التي نحن بصدد الحديث عنها هنا، هي أن بعض الخبراء (العرب) في المجلس الأعلى للأسرة، أوصوا بعدم زيادة رواتب القطريين العاملين في هذه المؤسسات التابعة للمجلس -للأسف-، ولا أدري ما سر هذه التوصية؟!


ومن هنا يحق لنا أن نسأل، هل هذه التوصية المجحفة محاولة للتخلص من الكادر الوطني في هذه المؤسسات، ودفعهم للبحث في المعرض المهني عن وظيفة في الوزارات والهيئات والمؤسسات، التي ازدادت رواتب القطريين فيها؛ لنعود في دوامة عدم استقرار الكادر الوطني في مؤسسات الدولة؟
أم لتفريغ هذه المؤسسات من الكادر القطري ذي الحس الوطني لتشويه صورته أمام صانع القرار؟! أم لتوظيف أقاربهم، ومن يعز عليهم، من نفس جنسيتهم بدلا من القطريين؟!


صدقاً، لا أدري لماذا يستعدي بعض إخوتنا العرب المواطن القطري عليهم ويقفون حائلا بينه وبين المسؤول؟
ولماذا ما زال يشغل وظيفة القانونيين في المؤسسات المفصلية في الدولة كوادر غير قطرية، لا تشعر بحاجات المواطن القطري ليعيش مرتاحاً في وطنه؛ رغم أن وزارة العدل تعج بالكثير من القانونيين الأكفاء.


نتمنى أن نرى الكفاءات القطرية ممسكة بزمام أمور الإدارات القانونية في وزارات ومؤسسات وهيئات الدولة؛ سيما أنهم لا يقلون معرفة وذكاءً عن أشقائنا العرب، ولا توجد دراسة علمية تدل على أن الجينات القطرية ترسخ الغباء.


لدينا تجارب مريرة مع بعض الأشقاء العرب الذين لا يصدقون القول مع المسؤول في أجهزة الدولة، متوهمين أنهم بمثل هذه التصرفات ينالون رضاه!


ستنطلق اليوم فعاليات المعرض المهني، متمنين له النجاح الحقيقي بتوظيف الكوادر القطرية واستثمارها بدلا من الاهتمام بغير القطريين، كما نرجو ألا ترمى سيرهم الذاتية في سلة المهملات، وأتمنى ألا أسمع نفس العبارة التي سمعتها العام الماضي «نحن نوظف القطريين أسوة بغيرهم».


كما نتمنى حل مشكلة زيادة رواتب القطريين في المؤسسات التابعة للمجلس الأعلى للأسرة فهم قطريون وأولى من غيرهم، وما زلنا لسمو الأمير وولي العهد -حفظهما الله- من الشاكرين.
والله من وراء القصد؛؛؛ 


المصدر العرب 1-4-2012
http://alarab.qa/details.php?issueId=1594&artid=182451

ليست هناك تعليقات: