2011-05-26

مواجهة الإعلاميين في دبي!

سافرت إلى دبي الأسبوع الماضي لحضور منتدى الإعلام العربي لخوض تجربة إعلامية جديدة، وصدقاً كانت تجربة فريدة بالنسبة لي، وأضافت لي الكثير بعد أن التقيت العديد من الزملاء الإعلاميين والسياسيين الخليجيين والإعلاميين هناك، فشكراً للأستاذة مريم بن فهد وكل الرائعين في نادي دبي للصحافة على هذا التنظيم الرائع لهذا الحدث الكبير، وشكراً دبي!.

لقد سعدت بفوز عميد الصحافة القطرية الأستاذ ناصر العثمان وحصوله على جائزة الشخصية الإعلامية لمنتدى الإعلام العربي، باركت له هذا التكريم المستحق بعد تكريمه فشكرني وقال: «هذا الفوز ليس لي وحدي بل هو تكريم مستحق للصحافة القطرية ولكل الصحافيين والإعلاميين القطريين»، حدثت نفسي قائلاً: «ما أجمل أن يكرم الإنسان قبل أن يواريه الثرى».


كم من المستحقين للتكريم في قطر وغيرها من دول الخليج يتم تكريمهم بعد وفاتهم؟ وهل يصلهم التكريم بعد موتهم؟ ألا نحتاج إلى مراجعة أنفسنا لنقول للمستحق شكراً وإن اختلفنا معه؟! هل وصل تكريم الزميل علي الجابر رئيس قسم التصوير بالجزيرة رحمه الله وأسرته التي كُرمت في دبي بعد وفاته؟ 

لمحت غصة في حلق ابنه وأخويه، شعور إنساني لا يخفى على أحد، وهنا لا أملك غير الترحم على الجابر وعلى أمثاله الرائعين.

مشاهدات
التقيت في بهو الفندق بالإعلامي الليبرالي المعروف عثمان العمير عندما كنت برفقة الأخ النبيل والإعلامي الرائع سعد السعيدي مدير مكتب الجزيرة في الكويت، فاتجهت إليه لأن هناك سؤالاً يشغلني، فسلمت عليه وسألته عن سبب حجب إيلاف في السعودية وهل لهذا علاقة بإشاعة شراء قطر لها؟ فقال: «حجب موقع إيلاف في السعودية لا علاقة له بإشاعة شراء قطر لها، وهي ليست سعودية أو عربية بل ناطقة بها» فسألته مستدركاً: «ليست عربية؟!» فقال: «لا بل ناطقة بها، نحن ندعم الأقليات» فقلت له مبتسما: كما تفعل أميركا؟ فقال:» لا، نحن نؤمن بالأنموذج البريطاني» كان السعيدي يحاول كتم ضحكته فلم تسعفه ابتسامته العريضة، واصل العمير حديثه قائلاً: «إيلاف سبق وأن حجبت في السعودية حتى قبل إشاعة شراء قطر لها، يبدو أن أحدهم وراء الحجب الآن، وليس لأسباب دينية أو سياسية، نحن مشاغبون، ورغم ذلك لم يتم حجب إيلاف في قطر، ولكنها محجوبة في السعودية!»
وعلى هامش حفل العربية سألت أ. عبد الرحمن الراشد : «هل تؤمن بسعودة العربية؟» قرد قائلا: «عفواً، شعوذة؟!» فقلت له: «شعوذة أو سعودة، يبدو أن السؤال صعب». فرد: «لا أبداً» ولكنه تجاهل السؤال وانشغل مع أحد الضيوف.


قبل حفل الختام كانت هناك جلسة يديرها مذيع الجزيرة المعروف الأستاذ محمد كريشان كان من بين متحدثيها العملاق حمدي قنديل، والزملاء منى الشاذلي مذيعة قناة دريم المصرية المعروفة، ومجدي الجلاد رئيس تحرير المصري اليوم الذي كان يشغل مدير تحريرها وكان رئيس تحريرها قبل ثورة 25 يناير، تحدث كل من الأخيرين عن بطولاتهما أثناء الثورة، وكيف أنهما أسهما في إنجاحها، فطلبت الميكرفون لأقول للزميلة الشاذلي: «ألستِ من استضاف وائل غنيم بعد أن خرج من سجن أمن الدولة وكان اللقاء مليئاً بالدموع والثناء على جهاز أمن الدولة المقبور؟ ألم يتم تخوين من يتحدث لوسائل إعلام غير مصرية في ذلك اللقاء، وتريدون أن توهمونا الآن بأنكم أبطال ثورة 25 يناير؟»، لكن الأستاذ كريشان قمعني بلطف ولم يتح لي إكمال سؤالي، ربما كان سبب تصرف الأستاذ كريشان الذي لم أقبله يرجع إلى أن الوضع لم يكن يتحمل مثل هذه الأسئلة الصريحة أمام هذا الحضور الكبير من الضيوف الإعلاميين والمهتمين بالإعلام، خصوصاً وأننا لسنا في ندوة للجزيرة، فاضطررت إلى توجيه سؤالي الآخر لأستاذنا حمدي قنديل، الذي أثنى على أنموذج BBC العربية، وكيف أن هيكل كان يريد إيجاد مثل هذا الأنموذج في مصر، فقلت له: «أستاذنا الكبير، هل قامت بريطانيا التي سرحت الآلاف من الشرطة لخفض النفقات بإطلاق BBC العربية، لتحرير الشعوب العربية؟!» بالطبع لم تجب منى الشاذلي على رسالتي الواضحة، ولكن الأستاذ قنديل قال مستدركا «صحيح أن BBC تعمل لأجندة تخص بريطانيا ولكن طريقتها أكثر احترافاً من غيرها».


بعد حفل توزيع جائرة الصحافة توجهنا لتناول العشاء في فندق جراند حياة، كانت الزميلة الفاضلة سوسن الشاعر هناك فقدمني الزميل السعيدي لها، لم تكن مسرورة جداً بلقائي بعد مقالتي الأخيرة، وأثناء الحديث قالت للسعيدي: «الجزيرة تتحمل وزر كل نقطة دم سالت في البحرين» فرددت عليها قائلاً «لعلك يا أستاذة تقصدين BBC، لأن الجزيرة صدقاً لم توجعكم ولا تتحمل وزر ذلك» لم يعجبها ما قلته فقال لها السعيدي: «ما رأيك لو استضفتك لتقولي كل ما تريدين عن الجزيرة وغيرها على شاشة الجزيرة مباشر الليلة»؟ فاعتذرت الشاعر قائلة «شكراً، لكن الوقت بات متأخراً الآن، لا أستطيع القيام بذلك» فابتسم السعيدي ولم أخف ابتسامتي، لأنني أعرف كيف سيطرح عليها الأستاذ سعد الأسئلة.


ملاحظة أخيرة: قام إعلامي عربي بتقبيل كتف سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أثناء تكريمه فسألت الإعلامي الكبير عثمان العمير عن رأيه في تقبيل الكتف فقال: «تقبيل الكتف أفضل من السلام بالأنف من الناحية الصحية ويظهر التقدير».


أخيراً وليس آخراً لدي الكثير لأقوله، ربما يكون هذا في مقالة أخرى إذا أراد الله ذلك، ورغم ذلك شكراً للأستاذ أحمد الرميحي بحجم السماء لكل شيء...


المصدر العرب الأحد الموافق 22-5-2011
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=188921&issueNo=1253&secId=16

ليست هناك تعليقات: