2011-05-26

ترجل جابر الحنزاب وانطفأت شمعة...

انتقل إلى رحمة الله أحد رجالات ووجهاء قطر، وواراه الثرى عصر أمس الثلاثاء في مقبرة مسيمير (أبو هامور)، رحمك الله يا جابر بن علي الحنزاب، فلقد كنت أخاً للكبير وأباً للصغير.
لقد تميز هذا الرجل بأنه إذا تحدثت معه أصغى إليك بكل جوارحه، حتى وإن كان يعرف الموضوع الذي تحدثه عنه أكثر منك، كان يظهر لك بأنه لا يعرفه لكي لا يقول لك «أعرف»، لقد كان يجيد الاستماع للآخرين، كان رحمه الله ذا وجه مشرق يطل على الناس في كل مناسبة سعيدة كانت أو حزينة، وكان يجلس في مجلسه العامر بمعيذر الشمالي بعد صلاة العصر ليرتاده الضعفاء والفقراء قبل الوجهاء والأغنياء، لقد كان كريما بوجهه وماله، عندما قل من يجود بوجهه ووجهاته في هذا الزمان!
كنت في دبي عندما اتصل بي رحمه الله يوم الخميس الماضي، واتصلت به مساء الاثنين أي قبل أمس الموافق 23 مايو الساعة 9:12 ولكنه لم يرد أو يعاود الاتصال كعادته، لم أكن أدري أن الله اختاره إلى جواره إلا الساعة 1 بعد منتصف الليل أي يوم أمس الثلاثاء.
أذكر أن آخر حديث أدلى به للصحافة القطرية كان مع صحيفة «العرب» في 18 ديسمبر من العام الماضي، كان يسأله الصحافي سيد أحمد الخضر من الشقيقة موريتانيا في اليوم الوطني عن ماذا يعني الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني مؤسس إمارة قطر له ولوجهاء قبيلة آل مرة، فتحدث معه بكل فصاحة وإلمام عن الشيخ قاسم رحمه الله ودوره في تأسيس دولة قطر، وبعد أن انتهى الزميل الخضر من الحديث مع الفقيد الحنزاب، التفت إلي وقال: «هذا الشيخ الكبير في السن يتحدث ببراعة وفصاحة تفوقك وتفوق من التقيتهم في حفل آل مرة»، بالفعل صدقت يا زميلي العزيز، لقد كان رحمه الله حكيماً فصيحاً قليل الكلام وحسن المعشر، أحبه أهل قطر شباناً وشيباً.
رحمك الله يا عم جابر، وأحسن الله عزاءك يا علي، وأنا أؤمن بأن الأسود لا تنجب إلا الأسود مثلك، فسر على خطى أبيك رحمه الله، وعظم الله أجركم يا أهل قطر ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولله ما أعطى ولله ما أخذ. 


المصدر العرب الأربعاء الموافق 25-5-2011
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=189381&issueNo=1256&secId=16

ليست هناك تعليقات: