2008-07-24

زاوية منطقية: حقوق المرأة بين الواقع والمأمول! - و معركة النقاب معركة من لا معركة له!

حقوق المرأة بين الواقع والمأمول!

ما زالت شقيقة الرجل ، المرأة في قطر تطالب وتطمح في أن تعطي أبسط حقوقها المدنية مثل المساواة في العلاوة الاجتماعية وبدل السكن إذا كانت متزوجة أو حاضنة لأطفالها أو أرملة؛ ولا أدري ما الذي يمنع حصولها علي مثل هذه الحقوق البسيطة حتي الآن؟

إن إعطاء المرأة العلاوة الاجتماعية كمتزوجة وبدل سكن سيحث الكثير من الموظفات علي العطاء والبذل للارتقاء بالأداء الوظيفي أسوة بشقيقها وشريكها الرجل وسيُشجع هذا الأمر علي زواج الكثير من الشباب الذين يعزفون عن الزواج بسبب التضخم المخيف وبسبب صعوبة استئجار مسكن بسبب ارتفاع الإيجارات ولو أعطيت المرأة حقها المدني هذا لحصلنا علي علاج ناجع لمشكلة الخلل في التركيبة السكانية التي باتت أمراً خطيراً بسبب التدفق المجنون للعمالة الأجنبية إلي البلاد من خلال زيادة عدد المواليد وزيادة عدد الأسر القطرية.

ولقد فوجئت المرأة القطرية بإعطائها حقها السياسي في التصويت والترشيح في المجلس البلدي ومجلس الشوري المنتخب المقبل قبل منحها حقوقها المدنية التي يعتبرها الكثيرون من النساء والرجال علي حد سواء أهم من الحق السياسي بل إن البعض من النساء أنفسهن ذهبن إلي أن الحق السياسي يجب ألا يُقدم علي الحق المدني وتري الكثيرات منهن أن الحق السياسي ترفٌ مقارنة بالحصول علي حقوقهن المدنية.

أرجو من الأخوات والإخوة في المجلس الأعلي لشئون الأسرة دعم حصول المرأة علي حقوقها المدنية والتي يجب أن تسبق الحقوق السياسية والتي ستضفي استقرارا علي الحياة الاجتماعية للأسرة القطرية التي بات أمر التضخم يسهم في تفككها وفي ازدياد عزوف الشباب عن الزواج.


المعركة ضد حق لباس المرأة

فوجئت كما فوجئ الكثير من النساء والرجال في قطر علي حدٍ سواء بأن الشاعرة والكاتبة الصحفية حصة العوضي تشن معركة ضد نقاب المرأة في حوار لها مع صحيفة الراية الغراء بتاريخ 1-6-2008 .

والذي دعت فيه بكل أسف إلي منع المرأة المنقبة - التي اختارت أن تتنقب بمحض إرادتها - من الحصول علي وظيفة مدنية ومارست بذلك ضدها التمييز الوظيفي وحرمتها من أحد حقوقها المدنية بناءً علي لباسها.

والغريب أن مثل هذا الأمر يصدر من امرأة يجب أن تحترم حق بنات جنسها في اختيار ما يلبسن بما أنه لا يتنافي مع الآداب العامة ولا يحرمه الإسلام.

وكان من الأجدر بالكاتبة أن تطالب بحقوق المرأة المدنية بدلا من التلويح للمرأة المنقبة بسياسة العصا والجزرة قائلة أنها لن تعطيها صوتها في الانتخابات الشورية (التشريعية) المزمع عقدها في تاريخ لا يعلمه أحد ٌ من العامة حتي الآن وكأن المنقبات اللواتي ينوين ترشيح أنفسهن لا يحصين وبأعداد غفيرة.

ولو طالبت الكاتبة بالابتعاد عن النقاب الذي يستخدم للفتنة وإظهار جمال العينين من ماكياج وكحل .. الخ لوافقناها.

إننا لا ننكر علي المرأة كشف وجهها مع الالتزام بالحجاب الشرعي؛ لأن هناك خلافاً بين العلماء والأئمة حول هذا الأمر فلماذا تُنكر الكاتبة علي غيرها من النساء اللواتي من بنات جنسها لبس ما يرتضينه لأنفسهن؟!

والله من وراء القصد ؛؛؛

عبدالله بن حمد العذبة
alathbi@gmail.com
المصدر صحيفة الراية القطرية 9-6-2008 http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=354267&version=1&template_id=24&parent_id=23

ليست هناك تعليقات: