أصحة أطفالنا أهم.. أم العلم؟
طالعتنا «العرب» في 3 من الشهر الجاري بعنوان «مدير الصحة العامة: غرفة عزل صحي بكل مدرسة» جاء في ثناياه أن مدير إدارة الصحة العامة بالمجلس الأعلى للصحة يؤكد أن وقف الدراسة غير ضروري في الوقت الحالي، وشرح للصحافيين الخطوات التي يجب أن تتخذها إدارات المدارس ومنها: «تثقيف التلاميذ، وحثهم على تغطية الفم والأنف بالمحارم الورقية عند السعال، أو العطس، وتوفير وسيلة سهلة لجعل المحارم والماء الجاري والصابون والمطهرات اليدوية في متناول أيديهم، وفي حالة عدم توفر المناديل الورقية يجب التنبيه بضرورة الكح أو العطس في -الكوع- وليس اليدين».
ومن هنا لا بد أن نركز على نقطة «الكوع» بدلاً من الأيدي، ولا أدري إن كان مدير إدارة الصحة العامة يعتقد حقاً أن الطلاب في مرحلة الروضة والتمهيدي والابتدائية بل وحتى الإعدادية سيلتزمون بأي من التوصيات الصادرة للمدارس من قبل المجلس الأعلى للصحة؟!
كلنا نعرف أن الأطفال في هذه المرحلة العمرية يتميزون بكثرة اللعب والحركة وعدم الاهتمام، بما يقال لهم في الشأن الصحي إلا ما ندر، كما أن مرحهم يصاحبه مزاح بالأيدي، والسلام على بعضهم.. إلخ.
ومن اللافت للنظر أن مدير إدارة الصحة العامة أكد وشدد على وجود غرفة للعزل الصحي بكل مدرسة قبل بدء الفصل الدراسي، ولكنه تجاهل أن بعض المدارس الخاصة بدأت بالفعل بتدريس طلابها دون وجود غرف للعزل الصحي فيها، كما أن الكثير من القطريين عزفوا عن إلحاق أبنائهم بهذه المدارس الخاصة حتى كتابة هذه المقالة خوفاً عليهم من العدوى.
ومن المتناقضات أن مدير إدارة الصحة العامة في اللقاء التشاوري بالخيمة الاستشارية الذي نُشرت تغطية فعالياته في نفس اليوم 3-9 بـ «العرب» دعا الحضور إلى ضرورة الابتعاد عن الأماكن المكتظة التي لا يكثر فيها الالتزام بالاشتراطات الصحية المتعارف عليها، وكذلك عدم السفر للأماكن التي ظهر فيها المرض أو الاختلاط بأناس مرضى، ومن هنا -يتضح- لنا في الآن ذاته أن الدكتور لا يعتقد أن المدارس مكتظة البتة!
ولا ندري كيف ستتمكن أية مدرسة من منع طفل بالمراحل الدراسية الأولى من الاختلاط بطالب مُصاب معه في الفصل أو المدرسة، ولم تظهر عليه أعراض المرض بعد، وكيف سيستطيعون منع انتقال العدوى في هذه الحالة؟!
إننا أخوف ما نخاف على الأطفال لصغر سنهم، ولضعف مناعتهم، ولرداءة مناعة كبار السن الذين يخالطونهم في البيت، مثل الأجداد والجدات أبقاهم الله، بالإضافة إلى استحالة منع الطلاب من الاختلاط بإخوتهم من الأطفال الرضع بعد عودتهم من المدرسة.
الزبدة: إننا نطالب بتأخير بداية الدراسة للمراحل الدراسية الأولى على الأقل، لقلة وعي وإدراك طلابنا في هذه السن، ولضعف مناعتهم، وذلك حتى يتم توفير اللقاح اللازم والواقي -بإذن الله- من فيروس المرض، ولأنكم تعلمون أن أطفالنا ما هم إلا فلذات أكبادنا تمشي على الأرض، فلقد قررت بعد الاجتماع مع «أم محمد» ومناقشة الأمر معها، ألا أقوم بإلحاق ابنتي وابني بالمدرسة هذا العام، لأنهما ما زالا صغيرين وكانا سيدرسان في التمهيدي والروضة، وذلك لأن الوقاية خيرٌ من العلاج، ولأننا نفر من قضاء الله إلى قدره.
والله من وراء القصد،،،
عبدالله بن حمد العذبة
alathbi@gmail.com
المصدر العرب الإثنين 14-09-09
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=97426&issueNo=633&secId=16
طالعتنا «العرب» في 3 من الشهر الجاري بعنوان «مدير الصحة العامة: غرفة عزل صحي بكل مدرسة» جاء في ثناياه أن مدير إدارة الصحة العامة بالمجلس الأعلى للصحة يؤكد أن وقف الدراسة غير ضروري في الوقت الحالي، وشرح للصحافيين الخطوات التي يجب أن تتخذها إدارات المدارس ومنها: «تثقيف التلاميذ، وحثهم على تغطية الفم والأنف بالمحارم الورقية عند السعال، أو العطس، وتوفير وسيلة سهلة لجعل المحارم والماء الجاري والصابون والمطهرات اليدوية في متناول أيديهم، وفي حالة عدم توفر المناديل الورقية يجب التنبيه بضرورة الكح أو العطس في -الكوع- وليس اليدين».
ومن هنا لا بد أن نركز على نقطة «الكوع» بدلاً من الأيدي، ولا أدري إن كان مدير إدارة الصحة العامة يعتقد حقاً أن الطلاب في مرحلة الروضة والتمهيدي والابتدائية بل وحتى الإعدادية سيلتزمون بأي من التوصيات الصادرة للمدارس من قبل المجلس الأعلى للصحة؟!
كلنا نعرف أن الأطفال في هذه المرحلة العمرية يتميزون بكثرة اللعب والحركة وعدم الاهتمام، بما يقال لهم في الشأن الصحي إلا ما ندر، كما أن مرحهم يصاحبه مزاح بالأيدي، والسلام على بعضهم.. إلخ.
ومن اللافت للنظر أن مدير إدارة الصحة العامة أكد وشدد على وجود غرفة للعزل الصحي بكل مدرسة قبل بدء الفصل الدراسي، ولكنه تجاهل أن بعض المدارس الخاصة بدأت بالفعل بتدريس طلابها دون وجود غرف للعزل الصحي فيها، كما أن الكثير من القطريين عزفوا عن إلحاق أبنائهم بهذه المدارس الخاصة حتى كتابة هذه المقالة خوفاً عليهم من العدوى.
ومن المتناقضات أن مدير إدارة الصحة العامة في اللقاء التشاوري بالخيمة الاستشارية الذي نُشرت تغطية فعالياته في نفس اليوم 3-9 بـ «العرب» دعا الحضور إلى ضرورة الابتعاد عن الأماكن المكتظة التي لا يكثر فيها الالتزام بالاشتراطات الصحية المتعارف عليها، وكذلك عدم السفر للأماكن التي ظهر فيها المرض أو الاختلاط بأناس مرضى، ومن هنا -يتضح- لنا في الآن ذاته أن الدكتور لا يعتقد أن المدارس مكتظة البتة!
ولا ندري كيف ستتمكن أية مدرسة من منع طفل بالمراحل الدراسية الأولى من الاختلاط بطالب مُصاب معه في الفصل أو المدرسة، ولم تظهر عليه أعراض المرض بعد، وكيف سيستطيعون منع انتقال العدوى في هذه الحالة؟!
إننا أخوف ما نخاف على الأطفال لصغر سنهم، ولضعف مناعتهم، ولرداءة مناعة كبار السن الذين يخالطونهم في البيت، مثل الأجداد والجدات أبقاهم الله، بالإضافة إلى استحالة منع الطلاب من الاختلاط بإخوتهم من الأطفال الرضع بعد عودتهم من المدرسة.
الزبدة: إننا نطالب بتأخير بداية الدراسة للمراحل الدراسية الأولى على الأقل، لقلة وعي وإدراك طلابنا في هذه السن، ولضعف مناعتهم، وذلك حتى يتم توفير اللقاح اللازم والواقي -بإذن الله- من فيروس المرض، ولأنكم تعلمون أن أطفالنا ما هم إلا فلذات أكبادنا تمشي على الأرض، فلقد قررت بعد الاجتماع مع «أم محمد» ومناقشة الأمر معها، ألا أقوم بإلحاق ابنتي وابني بالمدرسة هذا العام، لأنهما ما زالا صغيرين وكانا سيدرسان في التمهيدي والروضة، وذلك لأن الوقاية خيرٌ من العلاج، ولأننا نفر من قضاء الله إلى قدره.
والله من وراء القصد،،،
عبدالله بن حمد العذبة
alathbi@gmail.com
المصدر العرب الإثنين 14-09-09
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=97426&issueNo=633&secId=16