طلب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من قطر الابتعاد عن المبادرة الخليجية في اليمن، ليقبل بها بعد أن اتهمها بالشرور والفجور وكبائر الأمور، وكأنه يقول إن قطر محور شر، ونسي أو تناسى أن قطر هي من وقفت مع وحدة شطري اليمن ودعمته بكل وضوح وصراحة، ونسي ما قامت به قطر عبر سنين لإنعاش اليمن اقتصادياً، وأنا على يقين أنه يعلم كم هو عدد المبادرات القطرية التي بُذلت ليعم الاستقرار السياسي في اليمن.
لا أدري لماذا باتت قطر في عين صالح بين عشية وضحاها من تقف وراء كل مصائب اليمن، بل وكوكب الأرض، وأخشى أن تُتهم قطر بأنها من يقف خلف تجارة القات التي تشكل خطراً كبيرا على مياه الشرب في اليمن خلال سنوات بسيطة، بحسب دراسة للأمم المتحدة.
لن أستغرب إن قال صالح أو أحدهم «إن قطر كانت سبب نشوب الحرب العالمية الثانية، والاحتباس الحراري، والتسونامي الأخير الذي ضرب اليابان، بل وقد يتهمونها بأنها سبب طلاق ديانا من تشارلز!».
لحظة، لماذا لا نكون صادقين مع أنفسنا؟ لقد حاول صالح -الذي أصبح عملاً غير صالح- التعرض لقطر بإهانة غير مقبولة، كان يريد من هذه المحاولة اختراق الوحدة الخليجية بخصوص الموقف من القضية اليمنية، ولم يكن هذا يخفى على عاقل حكيم بعد أن رأينا مواقف حاسمة للمجلس في ليبيا، ومن هنا نسأل هل كان رد مجلس التعاون على محاولة صالح للتطاول على قطر صريحاً ينم عن وحدة موقف المجلس؟ ارجعوا للبيان لتروا أنه لم يكن بالمستوى المطلوب الذي يبين حزم المجلس ووحدته.
لام البعض قطر عندما صرح رئيس مجلس الوزراء برأي المجلس بخصوص القضية في اليمن، وبعد أن انسحبت قطر أيضاً لم تسلم من اللوم من البعض، ولا أدري ما الذي يجب أن تفعله قطر لترضي تخبطهم.
أعتقد أن صالح نجح في تحقيق ما يريده ليماطل ويبقى ملتصقاً بكرسيه العاجي لمدة أطول من مبارك والقذافي وبن علي، وأظهر دول المجلس -التي لم تنسحب من الوساطة- بشكل غير لائق أمام الشعب اليمني وشعب الخليج، عندما قام صالح بمحاصرة السفارة الإماراتية التي كان فيها الأمين العام لمجلس التعاون ودبلوماسيون خليجيون، ضارباً بعرض الحائط كل المواثيق الدولية والقانون الدولي، وكل ما يتعلق بحماية البعثات الدبلوماسية في اليمن، بل وبشيم العرب في اليمن، التي هي أصل العرب، وكأن لسان حاله يقول: «أيها الخليجيون فاتكم القطار بعد الحصار، ولكن أرسلت لكم طائرة عسكرية لآتي بكم إلى قصر فخامتي في صنعاء!».
لم يوقع الرجل، واحتج بأن المعارضة لم تصل إلى قصره العاجي، متناسياً أنه أمر مسلحيه بمنع الإنس والجن من الوصول إليه، وكأنه يريد تكرار ما فعله محمد علي في مذبحة القلعة الشهيرة ضد خصومه المماليك، أجمل ما في الأمر أن صالح لم يتهم قناة الجزيرة هذه المرة بأنها من تمنع يده -أدام الله ظلها الشريف- من التوقيع على المصالحة ليحيي الشعب اليمني كما يستحق.
إنني أعتقد أن على مجلس التعاون الانسحاب من الموضوع اليمني وليس تعليق مبادرته فحسب؛ ليشكره الشعب اليمني على هذا الدور المشرف، لأن شباب اليمن الثائر شكر قطر لموقفها الصريح من مماطلة علي عبد الله صالح.
الحكمة يمانية، والشعب اليمني قادر على معالجة تعنت صالح بحكمة، فلماذا لا تتركوه لهم؟!.
أخيراً وليس آخراً، لقد تصرفت قطر بحصافة وحكمة في اليمن، وبعد كل ما فعله صالح بالسفارة الإماراتية وأمين عام مجلس التعاون إلى أين أنتم ذاهبون؟!
والله من وراء القصد؛؛؛
المصدر العرب الثلاثاء 24-5-2011
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=189225&issueNo=1255&secId=16
لا أدري لماذا باتت قطر في عين صالح بين عشية وضحاها من تقف وراء كل مصائب اليمن، بل وكوكب الأرض، وأخشى أن تُتهم قطر بأنها من يقف خلف تجارة القات التي تشكل خطراً كبيرا على مياه الشرب في اليمن خلال سنوات بسيطة، بحسب دراسة للأمم المتحدة.
لن أستغرب إن قال صالح أو أحدهم «إن قطر كانت سبب نشوب الحرب العالمية الثانية، والاحتباس الحراري، والتسونامي الأخير الذي ضرب اليابان، بل وقد يتهمونها بأنها سبب طلاق ديانا من تشارلز!».
لحظة، لماذا لا نكون صادقين مع أنفسنا؟ لقد حاول صالح -الذي أصبح عملاً غير صالح- التعرض لقطر بإهانة غير مقبولة، كان يريد من هذه المحاولة اختراق الوحدة الخليجية بخصوص الموقف من القضية اليمنية، ولم يكن هذا يخفى على عاقل حكيم بعد أن رأينا مواقف حاسمة للمجلس في ليبيا، ومن هنا نسأل هل كان رد مجلس التعاون على محاولة صالح للتطاول على قطر صريحاً ينم عن وحدة موقف المجلس؟ ارجعوا للبيان لتروا أنه لم يكن بالمستوى المطلوب الذي يبين حزم المجلس ووحدته.
لام البعض قطر عندما صرح رئيس مجلس الوزراء برأي المجلس بخصوص القضية في اليمن، وبعد أن انسحبت قطر أيضاً لم تسلم من اللوم من البعض، ولا أدري ما الذي يجب أن تفعله قطر لترضي تخبطهم.
أعتقد أن صالح نجح في تحقيق ما يريده ليماطل ويبقى ملتصقاً بكرسيه العاجي لمدة أطول من مبارك والقذافي وبن علي، وأظهر دول المجلس -التي لم تنسحب من الوساطة- بشكل غير لائق أمام الشعب اليمني وشعب الخليج، عندما قام صالح بمحاصرة السفارة الإماراتية التي كان فيها الأمين العام لمجلس التعاون ودبلوماسيون خليجيون، ضارباً بعرض الحائط كل المواثيق الدولية والقانون الدولي، وكل ما يتعلق بحماية البعثات الدبلوماسية في اليمن، بل وبشيم العرب في اليمن، التي هي أصل العرب، وكأن لسان حاله يقول: «أيها الخليجيون فاتكم القطار بعد الحصار، ولكن أرسلت لكم طائرة عسكرية لآتي بكم إلى قصر فخامتي في صنعاء!».
لم يوقع الرجل، واحتج بأن المعارضة لم تصل إلى قصره العاجي، متناسياً أنه أمر مسلحيه بمنع الإنس والجن من الوصول إليه، وكأنه يريد تكرار ما فعله محمد علي في مذبحة القلعة الشهيرة ضد خصومه المماليك، أجمل ما في الأمر أن صالح لم يتهم قناة الجزيرة هذه المرة بأنها من تمنع يده -أدام الله ظلها الشريف- من التوقيع على المصالحة ليحيي الشعب اليمني كما يستحق.
إنني أعتقد أن على مجلس التعاون الانسحاب من الموضوع اليمني وليس تعليق مبادرته فحسب؛ ليشكره الشعب اليمني على هذا الدور المشرف، لأن شباب اليمن الثائر شكر قطر لموقفها الصريح من مماطلة علي عبد الله صالح.
الحكمة يمانية، والشعب اليمني قادر على معالجة تعنت صالح بحكمة، فلماذا لا تتركوه لهم؟!.
أخيراً وليس آخراً، لقد تصرفت قطر بحصافة وحكمة في اليمن، وبعد كل ما فعله صالح بالسفارة الإماراتية وأمين عام مجلس التعاون إلى أين أنتم ذاهبون؟!
والله من وراء القصد؛؛؛
المصدر العرب الثلاثاء 24-5-2011
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=189225&issueNo=1255&secId=16
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق