لماذا نبعث طلابنا لأمريكا يا سعادة السفير؟
الأسير القطري علي بن كحلة المري
اطلعت علي مقال سعادة السفير الأمريكي في الراية بتاريخ 28-8-2008 بعنوان قطر دولة رائدة وكبيرة ولقد وفق في عنوان مقاله حيث أن الدول لا تُقاس دائماً بحجمها الجغرافي وحجم بريطانيا العظمي سابقاً خير دليل علي صحة ما ذكره سعادة السفير بأن دولة قطر كبيرة بفعلها.
ثم كتب سعادته: (أما مجال التعليم فنحن فخورون بكوننا جزءاً من رؤية سمو الأمير وحرمه سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند بالنسبة لمستقبل التعليم في قطر..
فها هي المدينة التعليمية فخر قطر ومستقبلها المشرق تزخر بجامعات أمريكية تعد من أعرق دور العلم ليس في أمريكا فحسب ولكن أيضا في العالم.. إن ثقة دولة قطر في نظامنا التعليمي العالي لوسام علي صدورنا يمنحنا الفخر والاعتزاز دائما.)
وكتب: (إن عملي الدبلوماسي سيبقي منصباً دائما علي المواطن القطري.. سأسعي لإرسال اكبر عدد من الشباب والشابات القطريين والقطريات للدراسة في أمريكا.
كما سأسعي نحو دفع الجمهور القطري للسفر لأمريكا ليراها علي حقيقتها.. فنحن جميعا بحاجة لنعرف بعضنا البعض ونفهم بعضنا البعض).
ولكن اسمح لي يا سعادة السفير أن أسأل: لماذا نرسل طلابنا من البنات والشباب إلي هناك وقد أتينا بخيرة الجامعات الأمريكية من الناحية الأكاديمية في المدينة التعليمية التي ترعاها قيادتنا وتنفق عليها طائل الأموال؟ هذا أمر غير منطقي!
إن دولة قطر تستقطب الطلاب غير القطريين إلي المدينة التعليمية وتسعي قيادتنا إلي أن تكون قطر منارة علمية علي مستوي التعليم الجامعي في العالم الإسلامي.
ثم إن هناك تخوفاً من ابتعاث طلابنا إلي أمريكا سيما وأن طالبين اعتقلا هناك بتهمة الإرهاب أحدهما كان يعمل كمذيع في تلفزيون قطر ونحمد الله أنه عاد إلي قطر سالماً.
في حين بقي طالبٌ قطري آخر هو المواطن علي بن صالح كحلة المري رهن الحجز العسكري دون تهمة أو محاكمة في ولاية ساوث كارولاينا، وما برح محبوساً في عزلة، وقد حُرم من زيارات أسرته أو الاتصالات الهاتفية لمدة تربو علي ثلاثة أعوام.
وفي نوفمبر، قدمت الحكومة الأمريكية مذكرة قضائية تطلب رفض طعون المواطن القطري في قانونية احتجازه استناداً إلي أن المحاكم الاتحادية الأمريكية لم يعد من اختصاصها نظر القضية بموجب قانون اللجان العسكرية.
علي الرغم من انتقادات منظمة العفو الدولية لمثل هذه الإجراءات إضافة إلي منظمات حقوق الإنسان الأوروبية.
ولقد تعرض الأسير القطري علي المري لمعاملة غير إنسانية تخالف ما تعلن عنه أمريكا من احترام لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
كما أن شركاءكم الأوروبيين انتقدوا طريقة تناولكم لمعتقلي ما تسمونه بالإرهاب - والذي بقي دون تعريف واضح - سواء في داخل حدودكم أو في معتقل جوانتنامو سيئ الذكر.
ثم إن سعادتك تقر بتعاون دولة قطر حيث كتبت: (أما علي المستويين الأمني والعسكري.. فعلاقتنا متينة وقوية.. فنحن نتبادل الخبرات والمعلومات وقطر منذ البداية كانت عضوا ناشطا وفعالا في الحرب علي الإرهاب ولا يسعني هنا إلا أن أذكر أن سمو الأمير كان أول قائد دولة عربي ومسلم زار نيويورك بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001..
لقد كان لزيارته لنا ووقوفه بجانبنا أكبر الأثر في تخفيف بعض الألم عنا وأحسسنا يومها أننا لسنا وحدنا بل أن الأصدقاء ظهر معدنهم الأصيل في ذلك الوقت العصيب إن سمو الأمير كان دائما معنا في أحزاننا قبل أفراحنا.. لا يمكن أن ننسي التبرع السخي لدولة قطر لضحايا إعصار كاترينا إن ال 100 مليون دولار التي تبرعت بها دولة قطر بناء علي توجيهات سموه حفظه الله.. فرجت كرب أكثر من 10 آلاف عائلة أمريكية شُردت بسبب هذه الكارثة الطبيعية. مهما قلنا شكرا فلن نفي قطر-أميرها وحكومتها وشعبها- حقها).
وبناء علي كل ما كتبته سعادتك وأنك ستركز في عملك الدبلوماسي علي المواطن القطري وعليه لماذا بقي المواطن القطري علي المري في وضع إنساني مزري ولم يحصل علي حريته المستحقة ولم يطلق سراحه خصوصاً وأنكم تقرون بتعاون دولة قطر معكم بعد أحداث 11 سبتمبر وغيرها؟ أعتقد أنه آن أوان أن تتصالح أمريكا مع نفسها والعالم!.
ونطالب بأن يفرج عن الأسير علي المري فوراً وأن تعمل الإدارة الأمريكية القادمة علي معالجة الوجه الأمريكي الذي شوهته الإدارة الحالية.
أخيراً وليس آخراً شكراً سعادة السفير علي هذه الفلسفة الجديدة في الطرح ونتمني لك إقامة رائعة في قطر الخير والكرم.
والله من وراء القصد ؛؛؛
بقلم : عبدالله بن حمد العذبة
كاتب قطري
alathbi@gmail.com
المصدر الراية الأحد 31-8-2008 http://www.raya.com/site/topics/arti...4&parent_id=23الأسير القطري علي بن كحلة المري
اطلعت علي مقال سعادة السفير الأمريكي في الراية بتاريخ 28-8-2008 بعنوان قطر دولة رائدة وكبيرة ولقد وفق في عنوان مقاله حيث أن الدول لا تُقاس دائماً بحجمها الجغرافي وحجم بريطانيا العظمي سابقاً خير دليل علي صحة ما ذكره سعادة السفير بأن دولة قطر كبيرة بفعلها.
ثم كتب سعادته: (أما مجال التعليم فنحن فخورون بكوننا جزءاً من رؤية سمو الأمير وحرمه سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند بالنسبة لمستقبل التعليم في قطر..
فها هي المدينة التعليمية فخر قطر ومستقبلها المشرق تزخر بجامعات أمريكية تعد من أعرق دور العلم ليس في أمريكا فحسب ولكن أيضا في العالم.. إن ثقة دولة قطر في نظامنا التعليمي العالي لوسام علي صدورنا يمنحنا الفخر والاعتزاز دائما.)
وكتب: (إن عملي الدبلوماسي سيبقي منصباً دائما علي المواطن القطري.. سأسعي لإرسال اكبر عدد من الشباب والشابات القطريين والقطريات للدراسة في أمريكا.
كما سأسعي نحو دفع الجمهور القطري للسفر لأمريكا ليراها علي حقيقتها.. فنحن جميعا بحاجة لنعرف بعضنا البعض ونفهم بعضنا البعض).
ولكن اسمح لي يا سعادة السفير أن أسأل: لماذا نرسل طلابنا من البنات والشباب إلي هناك وقد أتينا بخيرة الجامعات الأمريكية من الناحية الأكاديمية في المدينة التعليمية التي ترعاها قيادتنا وتنفق عليها طائل الأموال؟ هذا أمر غير منطقي!
إن دولة قطر تستقطب الطلاب غير القطريين إلي المدينة التعليمية وتسعي قيادتنا إلي أن تكون قطر منارة علمية علي مستوي التعليم الجامعي في العالم الإسلامي.
ثم إن هناك تخوفاً من ابتعاث طلابنا إلي أمريكا سيما وأن طالبين اعتقلا هناك بتهمة الإرهاب أحدهما كان يعمل كمذيع في تلفزيون قطر ونحمد الله أنه عاد إلي قطر سالماً.
في حين بقي طالبٌ قطري آخر هو المواطن علي بن صالح كحلة المري رهن الحجز العسكري دون تهمة أو محاكمة في ولاية ساوث كارولاينا، وما برح محبوساً في عزلة، وقد حُرم من زيارات أسرته أو الاتصالات الهاتفية لمدة تربو علي ثلاثة أعوام.
وفي نوفمبر، قدمت الحكومة الأمريكية مذكرة قضائية تطلب رفض طعون المواطن القطري في قانونية احتجازه استناداً إلي أن المحاكم الاتحادية الأمريكية لم يعد من اختصاصها نظر القضية بموجب قانون اللجان العسكرية.
علي الرغم من انتقادات منظمة العفو الدولية لمثل هذه الإجراءات إضافة إلي منظمات حقوق الإنسان الأوروبية.
ولقد تعرض الأسير القطري علي المري لمعاملة غير إنسانية تخالف ما تعلن عنه أمريكا من احترام لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
كما أن شركاءكم الأوروبيين انتقدوا طريقة تناولكم لمعتقلي ما تسمونه بالإرهاب - والذي بقي دون تعريف واضح - سواء في داخل حدودكم أو في معتقل جوانتنامو سيئ الذكر.
ثم إن سعادتك تقر بتعاون دولة قطر حيث كتبت: (أما علي المستويين الأمني والعسكري.. فعلاقتنا متينة وقوية.. فنحن نتبادل الخبرات والمعلومات وقطر منذ البداية كانت عضوا ناشطا وفعالا في الحرب علي الإرهاب ولا يسعني هنا إلا أن أذكر أن سمو الأمير كان أول قائد دولة عربي ومسلم زار نيويورك بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001..
لقد كان لزيارته لنا ووقوفه بجانبنا أكبر الأثر في تخفيف بعض الألم عنا وأحسسنا يومها أننا لسنا وحدنا بل أن الأصدقاء ظهر معدنهم الأصيل في ذلك الوقت العصيب إن سمو الأمير كان دائما معنا في أحزاننا قبل أفراحنا.. لا يمكن أن ننسي التبرع السخي لدولة قطر لضحايا إعصار كاترينا إن ال 100 مليون دولار التي تبرعت بها دولة قطر بناء علي توجيهات سموه حفظه الله.. فرجت كرب أكثر من 10 آلاف عائلة أمريكية شُردت بسبب هذه الكارثة الطبيعية. مهما قلنا شكرا فلن نفي قطر-أميرها وحكومتها وشعبها- حقها).
وبناء علي كل ما كتبته سعادتك وأنك ستركز في عملك الدبلوماسي علي المواطن القطري وعليه لماذا بقي المواطن القطري علي المري في وضع إنساني مزري ولم يحصل علي حريته المستحقة ولم يطلق سراحه خصوصاً وأنكم تقرون بتعاون دولة قطر معكم بعد أحداث 11 سبتمبر وغيرها؟ أعتقد أنه آن أوان أن تتصالح أمريكا مع نفسها والعالم!.
ونطالب بأن يفرج عن الأسير علي المري فوراً وأن تعمل الإدارة الأمريكية القادمة علي معالجة الوجه الأمريكي الذي شوهته الإدارة الحالية.
أخيراً وليس آخراً شكراً سعادة السفير علي هذه الفلسفة الجديدة في الطرح ونتمني لك إقامة رائعة في قطر الخير والكرم.
والله من وراء القصد ؛؛؛
بقلم : عبدالله بن حمد العذبة
كاتب قطري
alathbi@gmail.com