2011-03-13

شكراً أوباما أغلقوا الجزيرة!

2011-02-01
 

سخر أكثر من 300 مليون عربي ناهيك عن مسلمي العالم من تصريحات الرئيس الأميركي أوباما ووزيرته كلينتون، بعد أن صرحا بأن مبارك ونظامه سيعملون على إجراءات إصلاحية سياسية وحقوقية وديمقراطية، وأنهما أكدا على ضرورة الإسراع بهذا، كما أكدا على ضرورة إعادة خدمة الإنترنت -التي لم تعد حتى الآن- ووجوب السماح بحرية التعبير وتدفق المعلومات والحق في التظاهر، وكاستجابة سريعة من النظام في مصر لهذه الطلبات والنصائح من الحليف الأميركي قام النظام بإغلاق مكاتب شبكة الجزيرة بقرار من وزير استقالت حكومته.
أعلنت منظمة مراسلون بلا حدود إدانتها لإغلاق مكاتب شبكة الجزيرة طاعنة في قانونيته، وتستنكر تعرض الصحافيين للتضييق والمنع من تغطية ما يحدث في مصر، ولكن البيت الأبيض أصر على إغماض عينه مما يحدث هناك، وأمسى أسود أخرس لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم.
يا فخامة الرئيس الأميركي الديمقراطي، لقد لحق هذا الإغلاق لمكاتب الجزيرة اعتقال لـ «6» من مراسلي قناة الجزيرة الناطقة بالإنجليزية من قبل النظام المصري كان أحدهم الزميل «Dan Nolan» قبل أن يتوقف عن القدرة عن تزويد متابعيه في «تويتر» بآخر الأخبار من قلب الحدث، لعلهم اعتقلوا هذا الزميل الشجاع يا فخامة الرئيس، لأنه أعد تقريراً بالصوت والصورة يعرض جثث المدنيين الذين تظاهروا مطالبين بالإصلاح، نقلت الجزيرة الإنجليزية الموجهة لكم في الغرب لتعرف شعوبكم حقيقة ما يجري في مصر، وعليه كان على النظام اللاديمقراطي أن يوقف هذا المراسل بأي ثمن.
يا فخامة الرئيس لقد كنت رئيس تحرير صحيفة جامعة هارفارد القانونية وأستاذاً للقانون، قبل أن تصبح رئيساً لأميركا، وتعلم أن القرار الإداري بإغلاق مكتب الجزيرة في مصر وسحب تراخيص مراسليها من الناحية القانونية باطلٌ بطلاناً مطلقاً قولاً واحداً؛ لأنه صدر ممن لا يملك الشرعية القانونية حين أصدره، بسبب استقالة حكومة هذا الوزير، ولا يخفى عليك أن القانون الدستوري والإداري له موقف واضح وصريح ضد مثل هذا التعسف غير المبرر.
إننا مشاهدون وإعلاميون نتفق ونختلف مع الجزيرة، ولكننا لا نقبل أن تغلق بطريقة غير قانونية وبشكل تعسفي يقمع حرية التعبير، لأن حرية التعبير أهم حقوق الإنسان وتأتي في قمة هرمه.
إننا نتوجس من أن النظام في مصر قد يخطط للقيام بجرائم ضد الإنسانية، ولهذا حرص على إغلاق الجزيرة، لكي لا تكون شاهداً على ذلك، ولكن أود تذكير النظام الحاكم هناك بأن العالم كله يشاهده، والمصريون يقومون باستخدام «تويتر» و»فيس بوك» في داخل مصر وخارجها لتوثيق استخدام النظام أسلحة وذخائر صنعت في أميركا ضد هذا الشعب الأعزل الذي قام بثورة غير مؤدلجة ضد نظام لا يقيم للديمقراطية وزنا إلا على الورق، أسوة بأنظمة حكم عربية أخرى كثيرة إعلامها فاسد، وللتدليل على صحة هذا القول قام الناشطون المصريون بإرسال فيلم فيديو يوثق ما حدث للمصلين والمتظاهرين يوم الجمعة الماضي، عرضته الجزيرة للناس أمس.
إن ما فعله النظام المصري لوقف الاتصالات والإنترنت والجزيرة مؤخراً يثبت للعالم أن شعوب العرب ليسوا بظاهرة صوتية، ولكن البيت الأبيض هو من انتزع هذه البطولة وبكل جدارة أمام العالم؛ لأنه لم يدعم خيار الشعب المصري، وبقي يطلق تصريحات متخبطة لا تساوي تكلفة بثها، حتى أوباما المفوه في بيانه الأول عما يحدث في مصر شاهده العالم يقرأ من ورقة مفتقداً للكاريزما التي عرف بها، وفصاحته أصبحت خبراً لكان.
أشكر بيت أوباما الأبيض في واشنطن؛ لأنه أثبت للعالم أن الديمقراطية التي تنطق بها شفاه الساسة الأميركيين لا تتعدى شفاهم ابتداء من أوباما ونائبه بايدن، وغير منته بوزيرته كلينتون، حينما يتعلق الأمر بالوطن العربي.
يعتقد الكثير من المصريين أن نظام مبارك هو حائط برلين هذا القرن، وهم مصرون على إسقاطه سلمياً من خلال نقل الحقيقة للعالم عبر وسائل الإعلام الجديد، وعلى رأسها «تويتر» و»فيس بوك» و»يو تيوب»، والذي تحالف مستخدموه مع «الجزيرة» التي قال عنها د. محمد الأحمري في «تويتر» إنها أعظم إنجاز للعرب منذ قرون، وليس من خلال القدوم على ظهر الدبابات الأميركية التي أسقطت صدام حسين.
أوباما إنها لحظة الحقيقة، والحكومة الأميركية على المحك، وسيكتب الشعب المصري والعربي في تاريخه أنكم وقفتم ضد تطلعاته الديمقراطية والحقوقية بدعمكم للأنظمة الدكتاتورية والفاسدين، فلا تستغربوا كره العرب للحكومات الأميركية التي تقف دون حصوله على حريته وديمقراطيته.
ختاماً إن إغلاق شبكة الجزيرة في مصر عزز مصداقيتها بين المصريين والعالم، بما فيهم الرأي العام الغربي عموماً، والأميركي خصوصاً.
أخيراً وليس آخراً أثبت النظام المصري بهذا الإغلاق لشبكة الجزيرة في مصر أنها الأكثر دقة وموضوعية، وأن قناة العربية غير موضوعية في نقلها لما يحدث هناك، ولقد قال عنها المصريون في «تويتر» إنها تابعة للحزب الوطني الحاكم هناك ولن يتابعوها، بقي أن نقول لكل داء دواء يستطاب به إلا الحماقة أعيت من يداويها. 


والله من وراء القصد؛؛؛
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=172438&issueNo=1142&secId=16

ليست هناك تعليقات: